الاثنين، 11 مارس 2013

معركة الحسم فى سوريا على الأبواب!



بوابة الحرية والعدالة 


شهدت الأيام الأخيرة سقوطا متواليا لمناطق واسعة وقواعد عسكرية سورية فى أيدى الثوار وأحدثها مدينة الرقة، ويشير مسار المعارك لبدء اندحار النظام فى سوريا من مناطق بأكملها وتراجعه نحو مناطق محصنة فى الوسط وحول بعض المدن.
وهو ما جعل المعارك تحتدم فى ضواحى دمشق وريفها بين الجيش الحر وقوات الأسد، الأمر الذى يوحى بأن "معركة دمشق" باتت على الأبواب، خاصة مع تأكيد قادة المعارضة فى الخارج أن الجيش الحر بدأ مرحلة الإعداد لشن الهجوم ومحاولة إسقاط النظام والسيطرة على العاصمة دمشق.
فسقوط الرقة البعيدة عن العاصمة يشير إلى اتساع الرقعة الجغرافية التى أصبحت فى أيدى الثوار من ريف أدلب إلى حلب (شمالا)، فالرقّة (وسط)، وصولا للحدود العراقية (غرب)؛ حيث سقط أخيرا معبر اليعربية رغم الدعم العسكرى الذى قدمه العراقيون لقوات الأسد.
فالرقة تعتبر أول مدينة تسقط بأكملها بيد الثوار، والمشاهد التى بثت على خدمة "يوتيوب" وفيها قيام مواطنى مدينة الرقة بإسقاط تمثال حافظ الأسد فى "ساحة الإطفائية" وسط المدينة، تشير لنهاية حكم الأسد على المدينة.
وللاستعداد للمعركة الحاسمة ينتشر "الجيش السورى الحر وجبهة النصرة وأحرار الشام من جنوب المدينة إلى شرقها"، فيما يسيطر جيش النظام على شمال المدينة وغربها ويحكم السيطرة على طريق دمشق حمص ودمشق درعا، الصعوبة الأكبر التى تواجه الثوار هى كثافة الحضور العسكرى للنظام فى هاتين المنطقتين.
فبعدما تخلى الأسد عن مناطق ضخمة فى أطراف البلاد، حافظ على المواقع العسكرية الضخمة التى تحمى المدينة أصلا من هجوم إسرائيلى قادم من الهضبة وشرق الجولان أو من لبنان، والآن يستعمل النظام منفذ لبنان لتلقى مساعدة حزب الله وأسلحة إيران، ورغم ذلك فالنظام فقد المبادرة على أرض المعركة، ولم يسعفه كل الدعم الذى يتلقاه من حلفائه.
صعوبات وتحديات
إلا أن عددا من المراقبين يرون أن المعركة لن تكون سهلة؛ فنظام الأسد ما زال لديه 70 ألف مقاتل بكل عتادهم فى دمشق، رغم خسارته 30 ألف جندى وشبيح خلال المعارك التى أجبرته على تغيير إستراتيجيته.
ومع تفاقم حالة الإنهاك التى تعانى منها قوات الأسد، قامت القيادة العسكرية للأسد بتغيير إستراتيجيتها؛ فبدلا من القتال على جبهات مفتوحة بطول البلاد وعرضها، انتقل النظام لإستراتيجية بديلة يركز فيها على حشد قواته فى دمشق وريفها وفى المحافظات الغربية الساحلية؛ حيث توجد التجمعات الأكبر للعلويين.
كما قام النظام بإخلاء مواقعه العسكرية والأمنية فى المناطق الكردية لصالح جماعات محلية متحالفة معه، مقابل تحييد تلك المناطق ومنع المعارضة من السيطرة عليها أو استخدامها كنقاط دعم خلفية.
بجانب أن المشكلة الأكبر التى يواجهها الثوار هى ضآلة عددهم مقارنة بحجم المدينة، ففى أفضل الاحتمالات يقدر عدد قوات الجيش الحر حول العاصمة دمشق نحو 10 آلاف مقاتل، فيما لدى جبهة النصرة وأحرار الشام رقم أقل بكثير، والعدد والعتاد غير متناسبين فى حسابات الهجوم على مدينة يصل عدد سكانها إلى مليون ونصف المليون على أقل تقدير، ومن ثم فإن الحل الوحيد يدور حول حصول الثوار على مساعدات عسكرية نوعية.
إضافة إلى ذلك، لا يعتبر الثوار أن أهل مدينة دمشق سيرحبون بمعركة تدمر المدينة كما حصل فى حلب، فالنظام سيتمسّك بها إلى أبعد حد؛ لأنها مسألة وجود بالنسبة له، كما أنها مسألة مصير بالنسبة للثوار، وربما لا يرحب أهل المدينة أيضا بقوى مثل جيش النصرة وأحرار الشام، خصوصا أن طبيعة وانتماءات التنظيمين تختلف تماما عن طبيعة أهل المدينة التقليديين.

0 التعليقات:

إرسال تعليق