الأحد، 19 مايو 2013

السؤال الرابع عشر | ما موقف شيوخ الإمامية الاثني عشرية المعاصرين من عقيدة مذهبهم بالقول بتحريف القرآن؟.



سلسلة عقائد الشيعة الإثنى عشرية " سؤال وجواب "




السؤال الرابع عشر |  ما موقف شيوخ الإمامية الاثني عشرية المعاصرين من عقيدة مذهبهم بالقول بتحريف القرآن؟.

الجواب |  لقد انقسمَ شيوخ الشيعة المعاصرون إلى أربعة أقسام: 
القسم الأول: تظاهروا بإنكار وجود هذه العقيدة في كتبهم أصلاً :
ومنهم: عبد الحسين الأميني النجفي ت1392، حيث قال في ردِّه على ما ذكره الإمام ابن حزم ~: من أنَّ شيوخ الشيعة يقولون بأنَّ القرآنَ محرَّفٌ: (ليتَ هذا المجترئ أشارَ إلى مصدر فريته من كتاب للشيعة موثوق به، أو حكاية عن عالم من علمائهم تقيم له الجامعة وزناً، أو طالب من رواد علومهم ولو لم يعرفه أكثرهم، بل نتنازلُ معه إلى قول جاهلٍ من جُهَّالهم، أو قَرَوي من بسطائهم، أو ثرثار... وهذه فرقُ الشيعة في مُقدَّمتهم الإمامية، مُجمعةٌ على أنَّ ما بينَ الدَّفتين هو ذلك الكتابُ لا ريبَ فيه)(1).

التعليق: 
لقد أنطقَ اللهُ تعالى عبد الحسين النجفي نفسه من حيث لا يشعر، فأوردَ آيةً مفتراة في نفس كتابه(2): (اليومَ أكملتُ لكم دينكم بإمامته فمَنْ لَم يأتمَّ به وبمن كان من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة فأولئكَ حَبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون، إنَّ إبليس أخرجَ آدمَ u من الجنة مع كونه صفوة الله بالحسد، فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم وتزلَّ أقدامكم) .

وذكرَ آيتُهم النجفي: بأنَّ رسولَ الله   قال: بأنها نزلَت في عليِّ بن أبي طالب u 
(3)، وانظر إليه أخزاه الله ينسبُ الأولاد إلى الله!؟ ويأتي بما لَم يأتِ به اليهود والنصارى والذين أشركوا، فيقول مفترياً على الله أنه تعالى قال: (من ولَدي من صلبه إلى يوم القيامة) فأئمَّتهم أولادُ الله!؟ ومن صُلب عليٍّ u؟! نعوذ بالله من الشرك وأهله، قال الله تعالى:وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً (92) إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95) "[ سورة مريم 88-95 ]. 

القسم الثاني: اعترفوا بوجود التحريف في القرآن ولكن حاولوا تبريره؟.

فصنفٌ منهم قال: بأنَّ روايات التحريف: (ضعيفةٌ شاذة، وأخبارُ آحادٍ لا تفيدُ علماً ولا عملاً، فإمَّا أن تُؤَّل بنحو من الاعتبار، أو يُضرب بها الجدار)(4).
التعليق: 
ماذا يجيبون عمَّا يُردِّده كبارهم من القول: باستفاضة وتواتر أخبار وقوع التحريف والنقص والزيادة في القرآن، ومَن روى روايات التحريف وأظهرَ إيمانه بها واعتقدها لا يجوزُ أن يُوثقَ به.

     وصنفٌ ثان يقول: بأنَّ الروايات ثابتة، ولكن (المراد في كثير من روايات التحريف من قولهم عليهم السلام: كذا نزلَ، هو التفسير بحسب التنزيل في مقابل البطن والتأويل)( 5).
     التعليق:  هذا القول تأكيدٌ لقولهم بالتحريف وليس دفاعاً عنه، فكيفَ يكونُ تفسير الصحابة } تحريفاً في نظر هذه الفئة، وتحريفُ شيخهم القمي والكليني والمجلسي للقرآن هو التفسير؟!!.
     وصنفٌ ثالث من شيوخ شيعتهم يقول: بأنَّ المراد بذلك النسخ: (أو يكون(7) مِمَّا نُسخ تلاوته)(6).

   الفاضحة: 
     لكنَّ شيخ الشيعة اليوم، والذي يُلقِّبونه بالإمام الأكبر، والآية العظمى ، زعيم الحوزة العلمية ، ومرجعها الأكبر: أبو القاسم الموسوي الخوئي ت1413 قال: (إنَّ القولَ بنسخ التلاوة هو بعينه القول بالتحريف)(8).
     والفرق واضحٌ بين النسخ والتحريف ، فالتحريفُ من صنع البشر، وقد ذمَّ الله فاعله ، والنسخ من الله تعالى، قال الله تعالى: "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 106 ) "[ سورة البقرة 106 ] وهو لا يستلزمُ مسَّ كتاب الله بأيِّ حال.
     وصنفٌ رابعٌ يقول: بأنَّ القرآن الموجود بين أيدينا ليسَ فيه تحريفٌ ولكنه ناقصٌ قد سقَطَ منه ما يختصُّ بولاية أمير المؤمنين u (وكان الأولى أن يُعنون الْمَبحث بتنقيص الوحي أو يُصرَّح بنزول وحي آخر وعدمه حتى لا يتمكَّن الكفارُ من التمويه على ضعفاء العقول بأنَّ في كتاب الإسلام تحريفاً باعتراف طائفةٍ من المسلمين)(9).
التعليق: 
     هذا القولُ كسابقه فليسَ بدفاع بل تأكيد على وقوع التحريف بالقول بنقصه.
     وصنفٌ خامسٌ يقولُ: بأننا نؤمنُ بهذا القرآن الموجود، وليسَ فيه نقصٌ ولا زيادةٌ (على أننا معاشرَ الشيعة الاثني عشرية نعترفُ بأنَّ هناكَ قرآناً كَتبَه الإمامُ عليّ u بيده الشريفة بعدَ أن فَرَغ من كَفَنِ رسول الله وتنفيذ وصاياه... ولَم يزل كلُّ إمامٍ يحتفظُ عليه كوديعة إلهية إلى أن ظلَّ محفوظاً عند الإمام المهدي القائم عجَّلَ الله تعالى فَرَجَنا بظهوره)(10).

التعليق: 
     هذا القولُ يَعترفُ فيه قائلوه بأنَّ هناكَ قرآناً آخر، نعوذ بالله من الكفر والضلال.

     القسم الثالث: التظاهرُ بإنكار نقص القرآن وتحريفه، مع محاولة إثبات النقصِ والتحريفِ بطرقٍ ماكرةٍ؟
ومِن أخبثِ مَن سلَكَ هذا الطريق شيخهم الخوئي، مرجع الشيعة سابقاً في العراق وبعض الأقطار الأخرى، وذلك في تفسيره البيان، فهو يُقرِّرُ: (أنَّ المشهورَ بين علماء الشيعة ومُحقِّقيهم ، بل المتسالَمُ عليه بينهم: هو القول بعدم التحريف)(11). 

     التعليق: لكن الخوئي نفسه يقطعُ بصحة جملة من روايات التحريف فيقولُ: (إنَّ كثرةَ الروايات تُورثُ القطعَ بصدور بعضها عن المعصومين عليهم السلام ، ولا أقلّ من الاطمئنان بذلك ، وفيها ما رُوي بطريقٍ مُعتبر)(12).
والخوئي الذي ينفي عقيدة علمائه بنقص القرآن يُثبتُ عقيدته بوجود مصحف لفاطمة وعلي { مذكور فيهما أسماء الأئمة، وفيهما زيادات ليست في كتاب الله تعالى، ويزعمُ بأنَّ الأمة وفي طليعتهم الصحابة } حَملُوا آيات القرآن على غير معانيها الحقيقية، أمَّا تحريفات الكليني والقمي والعياشي لآيات القرآن فهي التفسير الحقيقيّ عنده لكتاب الله(13).

الفاضحة: فَضَحَ الخوئيُّ نفسه وبيَّن مُعتقدَهُ في التحريف، فقال: (وإنَّ الأمة بعد النبيِّ صلى الله عليه وآله غيَّرت بعضَ الكلمات وجعلَت مكانها كلماتٍ أخرى) إلى أن قال: (عن العياشي عن هشام بن سالم قال: سألتُ أبا عبد الله ع عن قوله تعالى:"نَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ " قال: هو آل إبراهيم وآل محمد على العالمين، فوضعوا اسماً مكان اسم)(14).

القسم الرابع: المجاهرةُ بهذا الكفر والاستدلال به :
     والذي تولَّى كبر هذا الكفر من شيوخ الشيعة، هو: حسين النوري الطبرسي ت1320 الذي ألَّفَ كتابه: فصل الخطاب، لإثبات إيمان شيوخ شيعته بهذا الكفر، فجمعَ في كتابه كلّ أقوال شيوخ شيعته المتفرِّقة، والآيات المحرَّفة في اعتقادهم، فجَمَعهُ وطبعه في كتابٍ واحد، وطُبع هذا الكتاب في إيران سنة 1298.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغدير في الكتاب والسنة والأدب لعبد الحسين أحمد الأميني النجفي ج3/147 (نقد وإصلاح حول الكتب والتآليف المزورة). 
(2) المصدر السابق ج1/425 (الغدير في الكتاب العزيز).
(3) المصدر السابق.
(4) أصل الشيعة وأصولها ص67 (النبوة).
(5) الميزان في تفسير القرآن للطبطبائي ج12/108 (كلام في أن القرآن مصون عن التحريف في فصول , الفصل الثاني).
(6) أي : العدد الزائد عما في القرآن.
(7) الوافي المجلد الثاني ج1/274.
(8) البيان في تفسير القرآن لأبي القاسم الموسوي الخوئي ص205 (صيانة القرآن من التحريف).
(9) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج3/314 رقم 1151.
(10) الإسلام على ضوء التشيع ص204 لحسين الخراساني
(11) البيان في تفسير القرآن ص201 (صيانة القرآن من التحريف).
(12) المصدر السابق ص225 (صيانة القرآن من التحريف).
(13) يُنظر : المصدر السابق ص229-230 (صيانة القرآن من التحريف).
(14) المصدر السابق ص229.

0 التعليقات:

إرسال تعليق